تشحلة وحزقيل – رواية بحنين غامض الى العربية
صدرت الترجمة العربية لرواية “تشحلة وحزقيل” في يناير/ كانون الثاني 2016 عن دار “خان الكتب “، لكاتبها الناشط الموغ بيهار البالغ من العمر 37 عاما وهو اليهودي المتحدر من الشتات العراقي. ويأتي الاصدار الجديد عشية الاعداد للمعرض الدولي للكتاب الذي سيعقد في القاهرة بين 27 يناير و-11 فبراير/ شباط 2016.
هي رحلة بين بغداد واورشليم التي يصفها المؤلف احيانا بانها القدس. صديق البطل يوجز الازمة بالقول “منذ مائة سنة نتمزق بين العرب غير اليهود وبين اليهود غير العرب”. وهو تمزق كما يتضح من مسار الرواية السريالي الصعب يقع بين لغتين وثقافتين، هو تمزق بين وطنين او منفيين او محاولتي انتماء لا يستطيع شخوص الرواية ولا الكاتب ان يحسموها “ليس منفى الألفين وخمسمائة عام كمنفى السبعين عاماً”، حسب تعبير جورﭽيا.
ترجمها المصري نائل الطوخي، لكن اختياره لها لم يأت فجأة، فهو قد درس العبرية في جامعة عين شمس وقام ببضع ترجمات من العبرية، باحثا منذ سنوات في العلاقة ما بين العربية والعبرية. في وصف جهد الترجمة يقول الطوخي “كان السؤال أثناء الترجمة، كيف يمكن نقل مستويات اللغة المتعددة في النص إلى العربية. كيف يمكن نقل تشبيك الكلام اليومي بالكلام المقدس، ونقل الفصول عن اللغة ونقل خلطة اللغات التي استعملها الكاتب. ساعدني التشابه الكبير من ناحية الجذور بين العربية والعبرية على الالتزام بالترجمة الحرفية في الغالب. أكثر الفصول تعقيداً من ناحية الترجمة كانت تلك المتعلقة باختلافات النطق بين العراق وإسرائيل، بين اليهود القادمين من أصول شرقية والقادمين من أصول غربية، وقد اخترت كلمات عربية لشرح اختلافات النطق الشائعة في العبرية المتحدَثة اليوم، مثل الخلط بين القاف والكاف، بين الحاء والخاء، بين العين والهمزة وغيرها”.
حصريا حاورنا الكاتب والشاعر والناشط الموغ بيهار بمستوى لغتين خرج عن ثنائية “العربية- العبرية” الى ثنائية “الانكليزية – العربية” فكان اللقاء مفعما بالحيرة.
ما قاله صديق حزقيال ”منذ مائة سنة نتمزق بين العرب غير اليهود وبين اليهود غير العرب” يعكس صراع الانتماء: هل يعاني كل يهود اسرائيل من اثار الشتات على ذاكرتهم؟
الموغ بيهار: من الطبيعي أنّ كل اليهود الذين قدموا الى إسرائيل جاءوا من بلدان العالم المسيحي او من بلدان العالم الاسلامي (وبعضهم جاء من بلدان لا تعتنق أيّ ديانات التوحيد الثلاث)، وقد حملوا معهم ذكريات بلغات تلك البلدان، ولهجاتها، وموسيقاها وآدابها وطعامها وأكثر طبعا.
وهكذا استعمل القادمون الأوائل عربيتهم اليهودية” اليديش “لغة للتفاهم بينهم (ريثما يتقنون العبرية)، وكان هذا محظورا في اسرائيل بداية، وهكذا فإن الجيل الاصغر لم يتعلم العربية اليهودية ونسيها فلم يعد بوسعه ان يورثها للأجيال المقبلة.
لكن ثقافة العرب وذاكرتهم بقية حية داخل الاسر التي حملتها معها من ذاكرة الشتات (الى الوطن)، وبقيت الذاكرة تتنفس بتلك الثقافة وما يرشح عنها، فبقيت محفوظة في المعابد من خلال اللهجات والموسيقى التي ترافق طقوس العبادة، ثم عادت لتظهر متمردة على الثقافة الاسرائيلية المهيمنة التي نحت منحى اوروبيا ، وهكذا فإن الجيل الثالث تمرد وبات يطالب “العرب غير اليهود واليهود غير العرب” بأن يتذكروا انا لنا علاقات قوية الى كلا الفريقين (العرب واليهود) ولا يمكن حملنا على اختيار احدهما حسب (حسب ارادة البعض) ، نحن “يهود عرب” وثقافتنا وذاكرتنا وتاريخنا العربي لابد ان يجد مكانه في الثقافة اليهودية والاسرائيلية، وبنفس الطريقة لابد ان تجد الثقافة اليهودية وذاكرتها وتاريخها لها مكانا في الثقافة العربية.
*حاول حزقيال التوفيق بين السماء والأرض، بين الداخل والخارج، بين الصمت والكلام… مرة اخرى هو ممزق الانتماء، هل هي غربة جديدة يعيشها اليهود القادمون من الشتات الى اسرائيل؟
الموغ بيهار: اليهود الذين عاشوا خارج اسرائيل، عاشوا في المنفى بعيدين عن أي تصور ديني لوطنهم، ولكن حين اصبحوا اسرائيليين قادمين من العراق باتوا في منفى ينأى عن مكان ولادتهم، وعن بلد آواهم وآوى اجدادهم، وعن لغة (لم يعرفوا غيرها لغة للتفهم قبل قدموهم الى اسرائيل) .
وهكذا ناوأ عن انفسهم، او بالأحرى تولد عندهم صداع بين اجزاء الهوية المتباينة، وبالنسبة لي كان الحل لرأب ذلك الصدع هو في العودة الى العربية والى الرب، عبر المعبد والتلمود الذي قد يحل المعضلة. ثم ادركت طبقا لوجهة نظر صوفية أن ” الكابلا” اليهودية و”الصوفية” الاسلامية اننا برمتنا آدميين نعيشس غربة عن الرب، وارواحنا تحوم غربة هذا العالم ، بل إننا نقضي اعمارنا محاولين اصلاح هذا العالم وتجسير ذلك الصدع في ذواتنا، واستئصال ذلك الاحساس بالغربية بين السماء وبين الارض، بين كلماتنا وبين صمته.
كيهود ومسلمين، وكإسرائيليين وفلسطينيين، وكأشكنازي ومزراحيم ، نحن بحاجة الى أكثر من مجرد حل سياسي، نحن بحاجة الى حل لاهوتي مستلهم من تقاليدنا المشتركة كيهود عرب، وكيهود ومسلمين، ومن ثنائية اللغتين العبرية والعربية في نفس الوقت.
* “نهاية حلم تشحلة، أطفال كثيرون يخرجون من الأرحام، ولغتهم، كما تتخيلها تشحلة، ليس كلغتهما أبداً في الحقيقة”. هل هو تمرد على العبرية بحنين الى العربية، ام اختلطت مشاعر الكاتب بين اللغتين؟
الموغ بيهار: شكرا لك لتفسيرك الحلم بهذه الطريقة. حين كبرت لم يعلمني احد التحدث بالعربية، فقد كانت لغة الاجداد، لغة البيت، لغة الحب لكني كنت اعي ما يحسه الشارع الاسرائيلي بشأنها. قبل نصف عام من وفاتها، اصيبت جدتي بالإعياء الذهني فنسيت العبرية، وعادت الى العربية. آنذاك كنت في السابعة عشرة من العمر، وادركت حينها ما اصابنا بسبب اللغات، وكنت حانقا على العبرية والمؤسسة الاسرائيلية المهيمنة الطاغية. بعدها كتبت قصيدتي “عَرَبيّتي خرساءُ “، ثم كتبت قصة “أنا من اليهود”. وعندها أدركت أنّ اول سطر في القصيدة بدأ بكلمة” عربيتي” وليس بتعبير “لغتي العربية خرساء”، فهي عربيتي، لغتي، وبذا عدت الى دراسة العربية والتلمود والمصادر اليهودية العربية. وخلال العملية التي تطاولت عدة اعوام، كتبت روايتي هذه ” تشحلة وحزقيل”، وبالعودة الى العربية، باتت عبريتي اكثر ثراء وسلاما، فالعبرية ليست ملك الدولة، بل هي تاريخ اطول واكثر اتساعا ( من هذا المفهوم المحدد).
نسيت لساني قصيدة تعاني بين لغتين متعاديتين!
*د.ألموغ بيهار كاتب وشاعر إسرائيلي ولد عام 1978. تقع ثقافة عائلته اليهودية-العراقية ضمن مساحة واسعة في كتاباته. صدرت له أربعة كتب ومجموعات شعرية، جميعها حظيت بترجمة عربية، كما ترجم شعره إلى الإنكليزية والإسبانية والبرتغالية والإيطالية والصينية والفرنسية والرومانية .
رواية «تشحلة وحزقيل».. أحدث الأعمال المترجمة من العبرية للعربية
سلطت تقارير إسرائيلي الضوء على رواية "تشحلة وحزقيل" الإسرائيلية المترجمة للغة العربية، وتعرض حاليًا في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وتركز رواية "تشحلة وحزقيل" على يهود العراق بالقدس الذين يريدون تذكر لغة أجدادهم، صدرت عن دار نشر الكتب خان، ومؤلفها الإسرائيلي، ألموج بيهار، وترجمها إلى العربية نائل الطوخى.
وأشار التقرير الذي نشره موقع ""mekomit العبري إلى أن الرواية المترجمة في مصر وتباع حاليًا في معرض الكتاب انتقلت إلى عدد من الدول العربية، بما في ذلك العراق – والتي جاء منها بعض أبطال العمل.
ولفت الموقع إلى أن حزقيل أو حسقيل هي مرادف للكلمة العبرية "يحزقيال"، كما أن اسم راحيل النطق العراقي له "كحلة" ومنها جاء الاسم "تشحلة"، وأوضح أن الحاخام عوفاديا ترجمه العراقيون عبد الله.
ونوهت بأن مترجم الرواية للغة العربية واجه تحديا لغويا وثقافيا كي يحكي قصص هؤلاء اليهود.
وأبطال الرواية هم حزقيل وراحيل والحكيم وأمه جورﭽيا، على مدى صفحات الرواية، يسعى الأبطال لتذكر العربية، قبل هجرة آبائهم لإسرائيل.
وأشار الموقع إلى جانب من الرواية يقول فيه صديق البطل: "منذ مائة سنة نتمزق بين العرب غير اليهود وبين اليهود غير العرب".
كما تقول جورجيا البطلة في الرواية: "هذا التمزق ليس سهلًا، هو تمزق بين لغتين وثقافتين، هو تمزق الراحلين من المنفى إلى المنفى، ليس منفى الألفين وخمسمائة عام كمنفى السبعين عامًا".
يشار إلى أن المترجم عمرو زكريا سحب كتاب عبري "ألف ليلة دوت كوم" من معرض الكتاب، بعد حملة إعلامية للتنديد بعرض كتب عبرية في المعرض.
על התרגום באתר העוקץ בערבית (אללסעה),
בהודעה לעיתונות של הוצאת "אל-כותוב ח'אן" עם צאת הספר,
בדיון על הנורמליזציה באתר "אל-אינפיראד",
תגובתו של הסופר המצרי צלאח עיסא על תרגום הספר,
תגובתו של המתרגם נאאל אלטוח'י על הדיון על הנורמליזציה,
רשימותיו של נאאל אלטוח'י על היחסים בין העברית לערבית שקדמו להוצאת תרגום הספר,
ועל הפרסום במצרים במדור הספרות של וויינט.
ותרגומה לעברית (ורשימה בערבית בעקבות הפרסום בשיחה מקומית)
אייל שגיא ביזאוי על צאת הספר בעיתון הארץ
הפרק "בבתי הדפוס" שהתפרסם בעיתון הלבנוני א-ספיר במגזין "פלסטין", ויחד עם הנוסח העברי של הפרק
ראיון עמי על צאת התרגום באתר אלמוע'ארד