ב-24.5.2016, התפרסם ראיון ראשון שלי בעיתון עיראקי, אל-עאלם, על תרגום הרומן "צ'חלה וחזקל" לערבית, על המקום של התרבות הערבית-היהודית ברומן ועל המקומות שבהם ארצה לבקר בבגדאד אם אגיע אליה מחר. המראיין: מאזן לטיף.
הראיון התפרסם בעברית באתר העוקץ:
ألموج بيهار: «تشحلة وحزقيل» تبحث في التراث العراقي
حاوره: مازن لطيف
بعد صدور روايته الجديدة "تشحلة وحزقيل" بنسختها العربية، يرى الروائي والشاعر الإسرائيلي ألموج بيهار أن كتابة هذه الرواية كان جزءا من البحث في تراثنا العراقي، والأماكن التي تكون في هذا التقليد يكون الجزء اليهودي منه (مثل الكتب وقصص الحاخامات والهالاكا/ الشريعة) مقابلا للأجزاء العربية (استخدام اللغة العربية والثقافة العربية والأدب والموسيقى وهكذا)، وأحيانا أيضا الرابطة بين اليهودية والإسلام.
ألموج بيهار، روائي وشاعر وناقد أدبي، ولد في العام 1978، من أصول عراقية، وحصل على المركز الأول بجائزة صحيفة هاآرتس، عام 2005، عن قصته القصيرة "أنا من اليهود" التي ترجمت ونشرت بمجلة الهلال المصرية عام 2006.
* نبدأ من روايتك الأخيرة "تشَحلة وحزقيل" الصادرة حديثاً، هل كتبت في أجواء عراقية؟
– روايتي "تشحلة وحزقيل" نشرت بالعبرية سنة 2010، وفي دار "كتب خانه" في القاهرة، مع ترجمة نائل الطوخي مطلع العام 2016. الرواية تدور حول زوجين في القدس، في السنة الأولى من زواجهما يتوقعان ولادة طفل. كلاهما جاء من عائلة بغدادية يهودية. تعرف جالا بعضا من اللغة العربية وأما حزقيل فمعرفته بها أقل، غير انهما يحاولان أن يكونا جزءا من المجتمع الذي يكونه الحاخام عوباديا- عبد الله، ويسعيان للحفاظ على تقاليد اليهود العراقيين، وفي الجزء الأخير من الرواية، وفي أمسية البساه، يقرآن الهاغادا باللغة العربية- اليهودية.
بالنسبة لي فإن كتابة هذه الرواية كان جزءا من البحث في تراثنا العراقي، والأماكن التي تكون في هذا التقليد يكون الجزء اليهودي منه (مثل الكتب وقصص الحاخامات والهالاكا/ الشريعة) مقابلا للأجزاء العربية (استخدام اللغة العربية والثقافة العربية والأدب والموسيقى وهكذا)، وأحيانا أيضا الرابطة بين اليهودية والإسلام.
* في الفترة الأخيرة ظهرت الكثير من الروايات والدراسات عن يهود العراق.. برأيك ما السبب؟
– أعتقد أن الاهتمام المعاصر بالمجتمع اليهودي العراقي ينطلق من أسباب متنوعة فمنذ عقود طويلة من تشدد مبدأ القومية القوي كانوا يحاولون القول بأن كون المرء يهوديا وكون المرء عربيا موقفين مختلفين تماما، وكان على يهود العالم العربي الذين جاؤوا إلى إسرائيل إخفاء هويتهم العربية والتوقف عن لغتهم العربية ولهجتهم المعتادة. وعلى كل حال فإن بعض أبناء الجيل الثالث من اليهود العرب في إسرائيل عادوا إلى جذورهم وثقافة أجدادهم (والتي كان آباؤهم يحاولون ولمرات كثيرة عدم نقلها إليهم)، سواء كانت الموسيقى أو الأدب، والأكلات، وأحيانا في اللغة والذاكرة التاريخية، ولذلك قام أبناء هذا الجيل بالبحث عن مجتمعاتهم، والكتابة عن ذلك أكاديميا أو في مجال الأدب وأعتقد أيضا أن الأجيال الجديدة في العالم العربي، وبعد أن ترك معظم اليهود العرب أوطانهم (لا تزال هناك جاليات كبيرة في المغرب وتونس)، بدأت بطرح الأسئلة التي كانت ممنوعة منذ 40 سنة وحتى 20 سنة، ومنها: أليست ثقافة وتاريخ وذاكرة اليهود العرب، وخاصة اليهود العراقيين، هي جزء من الثقافة العربية العامة وكذلك الثقافة والذاكرة العراقية؟ فماذا كانت هذه الثقافة، التي اختفت فجأة؟ وكيف يمكن لها أن تسهم في العالم العربي؟
والناس حتى يتساءلون: ما الذي حدث "ليهودنا"، اليهود العرب، وخصوصا اليهود العراقيين، بعد أن تركوا وطنهم وذهبوا إلى إسرائيل (وآخرون إلى فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وغيرها)؟ فهل ما زالوا جزءا من ثقافتنا وتاريخنا؟ كيف تغيرت ثقافتهم؟ كيف يتذكروننا؟ كيف كانت معاملتهم في إسرائيل، ولماذا تعرضوا للتعسف والظلم ثقافيا واقتصاديا وسياسيا؟
وهكذا ترى انتشار العديد من الروايات في العالم العربي حول تاريخ المجتمعات اليهودية المحلية العربية، في اليمن والعراق ومصر، وترى ترجمات من العبرية إلى العربية في مصر ومن قبل الفلسطينيين، وهناك أفلام وثائقية تعرض، كما نرى نادي "ميمونا" في المغرب، كما أن التغيرات التكنولوجية جعلت الأمور أسهل، بالنسبة لحركة الثقافة وتجاوز الحدود، من خلال شبكة الإنترنت، ولا سيما اليوتيوب والفيس بوك. وأسهمت الهجرة الواسعة من العالم العربي إلى أوروبا والولايات المتحدة في السنوات الاربعين الماضية بجعل التجربة اليهودية في الهجرة والمنفى مماثلة للتجربة المركزية في الثقافة العربية، ولهذا السبب أنا أعتقد أن سمير نقاش، على سبيل المثال، كانت بداية الاطلاع على كتاباته للمرة الاولى من قبل المنفيين العرب في أوروبا، وبعد ذلك اصبحت كتاباته مقبولة في العراق نفسه.
* هل هناك تواصل من قبل الادباء اليهود الشباب وبين الادب والثقافة العراقية؟
– أعتقد أن بعض شباب الكتاب اليهود العراقيين على تواصل مع الثقافة والأدب العراقيين، وأحيانا مباشرة عبر اللغة العربية، وأحيانا من خلال الترجمة، وأحيانا أخرى عبر التأثر بالجيل القديم من الكتاب، مثل سامي ميخائيل، وشمعون بالاص، وساسون سوميخ، وسمير نقاش، وأميرة هيس، وهافيفة بيدايا وغيرهم، وأحيانا بواسطة تأثير الأجزاء اليهودية من التلمود في الثقافة العراقية، مما هو مكتوب بالعبرية والآرامية في العراق، كما في أعمال سعيد غاون في القرن العاشر مرورا بالشهير "بن عيش هاي"، والحاخام يوسف حاييم في القرن التاسع عشر بغداد، والشعر الديني والتقاليد الدينية.
* ما هي مشاريعك المقبلة؟
– نشرت مؤخرا مجموعتي الشعرية الثالثة وفيها قصائد باللغتين العبرية والعربية، وبعض القصائد قمت بترجمتها الى الشعر العربي، مثل قصيدة "بغداد" نزار قباني، وقصائد للشاعر الفلسطيني الشاب مروان ماخول، وعلى غلافها يمكن رؤية صورة شارع المتنبي في بغداد، ولدي كتاب تحليلي ايضا عن الشعر الايزيدي قبل سنة ونصف، وسوف ينشر باللغتين العبرية والعربية، والمترجم هو عيدان بارير.
* ما سبب ابتعاد الكثير من جيلكم في الكتابة باللغة العربية؟
– ولدت أمي في بغداد واسمها سميرة قحطان، وذهبت الى اسرائيل في مخيم مؤقت عندما كان عمرها خمس سنوات. وقد استمرت في التحدث مع والديها باللغة العربية في إسرائيل، وعندما أصبحت في العاشرة من عمرها توجهت معلمتها الكبيرة في السن من المدرسة إلى منزل العائلة وطلبت من الوالدين التوقف عن التحدث معها باللغة العربية. ولكنهم لم يتوقفوا، فالعربية كانت هي لغتهم، لكن والدتي توقفت عن إجابة المعلمات باللغة العربية. وبعدما ولدت كان أجدادي يتحدثون باللغة العربية، وكانت أمي تجيبهم باللغة العبرية. في حين أن شقيقتيها الكبيرتين واصلتا التحدث باللغة العربية. وعندما كان عمري 17 سنة أصيبت جدتي التي كانت قد ولدت في بغداد بمرض الخرف، وخلال نصف السنة الأخيرة من حياتها نسيت العبرية في كلامها، وعادت إلى التحدث بالعربية فقط، وكنا نحن الذين نعرف العربية فقط يمكننا التحدث معها. وفيما بعد أدركت أن هذه ليس عملية طبيعية، غير ان الدولة كانت قد تغلغلت داخل الأسرة وجعلتنا غير قادرين على التحدث مع جدتنا قبل وفاتها. وهكذا، وفي وقت لاحق توجهت لدراسة اللغة العربية. وبطبيعة الحال من الصعب تعلم لغة جديدة وانت في سن متقدمة، ومن الطبيعي ايضا عدم تعلمك العربية باللهجة اليهودية البغدادية من جدتك.
وتوجه كثير من الناس للقيام بعملية تعلم مماثلة لكنها تبعد بعضهم عن العربية، وأحيانا تعود نسبيا اليها.
* لو وصلت الى بغداد ما هو أول مكان تزوره؟
– إذا ما عدت إلى بغداد اليوم فسوف أذهب لرؤية المعابد اليهودية القديمة، وشارع المتنبي وشارع الرشيد، وكذلك الوصول الى نهر دجلة، واجتياز الجسور العابرة للنهر، والتي سمعت الكثير من القصص حولها، وسوف أذهب إلى المكتبات، لرؤية الحياة الثقافية الحالية، والحفلات الموسيقية، وأنا أستمتع بالموسيقى العراقية إلى حد كبير، سواء الكلاسيكية منها مثل سليمة باشا وناظم الغزالي، أو الأكثر حداثة الآن مثل فريدة، ومنير بشير، وإلهام المدفعي وكاظم الساهر، ومن الطبيعي ايضا أن أذهب الى المقابر حيث يرقد أسلافي في قبورهم.
יישר כוח!!
קודם כל ברכות על המאמר. פתאם העובדה על הנתק מהשפה, ואי זרימתה בין הנכדים לסבתא, הכה בי,ב פליאה עמוקה ביותר, כיצד תהליך כזה התאפשר, ומה עמקי השפעתו בעתיד המבנה של נפש האומה
תודה!